علي هامش الازمه اللبنانيه
مر اسبوع علي بدء العمليات الاسرائيليه ضد لبنان ، و كالعاده ثارت الازمه و ثارت معها اجهزة الاعلام تبث و تصب علينا اراء و تعليقات و تحليلات ، منذ اليوم الاول و انا احمل تعاطفا شديدا مع هؤلاء المعذبين الذين نراهم علي الشاشات ، الاطفال المصابين و القتلي و الكبار المشردين في الشوارع و الحدائق ، و النساء الكسيرات حمالات الهموم الجالسات في انتظار المجهول
اما علي الصعيد السياسي فلم اشعر بتعاطف ما مع مقاتلي حزب الله ضد اسرائيل ، ليس هذا طبعا ناتجا عن حب لاسرائيل فانا اتفق تماما مع الاخ شعبان و اكره اسرائيل مثله تماما ، و لكن لاني لم اتقبل فكرة ان شيئا ما حدث فجأه الاسبوع الماضي فانعش ذاكرة الاخوه في الحزب فانطلقوا يخطفون الجنود الاسرائيليين و يدافعون عن الوطن و عن دين الله في حرب واحده ضد المحتل الغاصب الذي تذكروا انه محتل و غاصب فامطروه بوابل من الكاتيوشا
اعجبتني فكرة قصف المدن الاسرائيليه ، و راجعت ذكرياتي عن الحروب العربيه الاسرائيليه فاكتشفت انني لم اجد اي ذكري لقصف ما لمدينة اسرائيليه ، اراحتني فكرة تحطيم الحاجز النفسي و كسر كبرياء العدو بالوصول الي عمق اراضيه
جاء رد الفعل العربي تقليديا و في حدود حجم الحضور العربي الحقيقي في المنطقه ، فلم يزد عن بعض التصريحات المتخاذله او الرنانه بلا ادني فعاليه ، لم اتفق مع الموقف المصري الرسمي لانه لا يتوافق مع حجم مصر و ما يجب ان يكون لها من دور في المنطقه ، ولكني اتفهم الموقف جيدا لانه فعلا لا يمكن لحزب الله ان يحدد لمصر التوقيت الذي يجب عليها ان تتخذ فيه موقفا حادا تجاه اسرائيل
اما الموقف السعودي فقد جاء كعادته اسيرا للفكر الديني لارضاء الداخل بالوقوف ضد حزب الله الذي يري علماء الداخل انهم من الرافضه الكفار ، و ارضاء الخارج في ذات الوقت لاسيما الولايات المتحده التي تري حزب الله ميليشيات ارهابيه
أما بقية المواقف العربيه فلا تستحق اي تعليق
بالامس خطر لي مقارنه غريبه بين جيفارا – في اطار التاثر بمهرجان عليوه السينمائي المنزلي الاول و الذي يعرض غدا فيلم عن جيفارا- و بين حسن نصر الله
كلاهما ثائر علي القوي الكبري الغاشمه المستغله المتسلطه و علي اذنابها الاستعماريه ، لكن الاول مجرب يفعل ما يراه صحيحا ، يبشر بالكفاح ولا يعد بالنصر ، يحبه الناس الي اليوم حتي الغير يساريين و حتي بعد سقوط كل النظريات التي كان يقاتل من اجلها
و الثاني يلبس عباءة الدين و يمارس السياسه ، و يعدنا بالنصر المؤزر بفضل الله و السلاح الايراني
الاول مات فوق مدفعه وسط الغابات والثاني يموت المئات تحت انقاض البيوت فيرسل شريطا مسجلا للقنوات الفضائيه
الاول صار ايقونة للقرن العشرين و الثاني سيلحق بثوار القرن الواحد و العشرين من ثوار الدين بن لادن و الظواهري و الزرقاوي
لكن يبقي انه الوحيد و الممثل للجهه الوحيده التي تقف في وجه اسرائيل اليوم ،
تحية لكل الشرفاء الذين يحملون السلاح و يحملون حسن النيه في مواجهة اسرائيل و دعاء لكل الضحايا من الاحياء و الاموات بالرحمه في ظل الكارثه الحاليه ، و سلام علي الصامتين و الغائبين ،سلام ... لا نبتغي الجاهلين